أناساً كثيرة تحب دولة كوريا الجنوبية المتحضرة، ويقومون بمجتمع خاص بهم فى مجموعات الفيس بوك، ربما أقصى معلوماتك أن كوريا الجنوبية هى مسقط رأس BTS وSUMSUNG والدولة التى تحارب كوريا الشمالية.
لكن ربما أغلبكم لم يلاحظ شيئين بها، هما الأولى: انخفاض قيمة العملة المحلية للدولة (وون كورى جنوبى) حيث ستجد ارتفاع كبير فى أسعار السلع هناك والثانية: شهرة الأجهزة الإلكترونية الكورية الجنوبية فى العالم حيث لو نظرت حولك ستجد أغلب الأجهزة من كوريا الجنوبية مثل (SUMSUNG ثانى أشهر شركة هواتف فى العالم-Hyundai واحدة من أشهر شركات السيارات فى العالم-LG الغنية عن التعريف) وكثير وكثير من الشركات الكورية الجنوبية المشهورة ستجدهم اذا بحثت.
هل رخص العملات المحلية لديهم لها علاقة بشهرة هذه الأجهزة، وهل هاتين التفصيلتين لهما علاقة بحرب العملات؟
كل الإجابات سنتحدث عنها فى هذه المقالة.
فلنسمى بالله (بسم الله الرحمن الرحيم) ونبدأ على بركة الله ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم-هيابنا.
السؤال الأول: ما هى حرب العملات ؟
فى الوهلة الأولى قد تظن حرب العملات المقصود منها أن عملات الدول تتنافس على من ستكون عملتها أغلى.
لكن أحب أن أقول لك أن اذا كانت حرب العملات مثل ظنك لكانت الكويت هى التى فازت فى هذه الحرب.
لكن المقصود بحرب العملات هو تنافس العملات على من ستكون هى العملة الأرخص.
شعرت بحيرة صحيح؟
فى فترة الثمانينات اليابان كانت تشكل الخطر الإقتصادى لأمريكا.
فى 21 أكتوبر 1981م صحيفة New York Times نشرت مقالة بعنوان (بيرل هاربر اقتصادية)، حيث كانت الصحيفة تُشبه الصعود الإقتصادى اليابانى بالهجوم اليابانى على ميناء بيرل هاربر بأمريكا فى 7 ديسمبر 1941م.
فكرة أن تجعل الدولة عملتها رخيصة أمر مربح لها حيث سيتيح لباقى الدول شراء منتجاتها أكثر بسبب رخص عملتها، الأمر شبيه بأن يكون هناك اثنان سوبر ماركت بجانب بعض، الأول يبيع بسعر الجملة والثانى يبيع بسعر أغلى، 100% الناس ستميل إلى السوبر ماركت الذى يبيع بسعر الجملة بسبب رخص الأسعار لديه، وهذا ما سيدفع لصاحب السوبر ماركت الأخر أن يرخص أسعاره أقل من صاحب السوبر ماركت الأول، فتُسبب تنافس قوى بين هذاين السوبر ماركت.
مثله مثل ما يحدث بين الدول حالياً.
فى 1982م 1 دولار أمريكى=250 ين يابانى.
فى سبتمبر 1985م أجبر الأمريكيون اليابان على توقيع اتفاقية بلازا لتلزمهم برفع قيمة الين أمام الدولار.
وصلت قيمة الين اليابانى بعد الإتفاقية بسنة إلى 1 دولار أمريكى=150 ين يابانى.
كانت هذه أول حرب عملات بين بلدين فى التاريخ منذ 50 سنة.
لكن الآن أصبحت الصين هى التهديد الإقتصادى لأمريكا بعد انخفاض الين الصينى أمام الدولار الأمريكى، ولا تستطيع أمريكا أن تواجهها فى هذا الأمر.
السؤال الثانى: كيف يمكن لدولة أن ترخص قيمة عملتها ؟
هذا بطريقتين
1-نظام سعر الصرف الثابت:
تربط الدولة عملتها بعملة دولية أخرى عند قيمة محددة ويمكن أن تربطها بمجموعة من العملات الأخرى.
مثال:
الريال السعودى مربوط بالدولار الأمريكى حيث 1 دولار أمريكى=3.75 ريال سعودى.
الدينار الكويتى مربوط بعملات أكثر كصنفه أغلى عملة فى العالم.
لكى تستطيع الدولة أن تعلن للعالم أن عملتها رخيصة واستطاعت أن تثبت قيمة عملتها بعملة دولية أخرى، يجب على البنك المركزى للدولة أن يكون لديه الحيازات لبيع العملة الدولية.
مثلاً: أعطيتك 1 جنيه مصرى تعطينى 1 دولار أمريكى وهكذا.
لكن إذا أخفقت الدولة فى هذه الحيازات فستفشل نظام صرف السعر الثابت.
2-نظام الصرف العائم:
قوى العرض والطلب على العملة هى التى تحدد سعرها وهذا هو المقصود بنظام الصرف العائم أى أن العملة تعوم مع نفسها، وهذا نظام أكثر شيوعاً بين الدول الصناعية.
السؤال الثالث: هل تستطيع الدول العربية أن ترخص عملاتها ؟
رغم انخفاض كبير لعملات بعض الدول العربية مثل (الجنيه المصرى-الريال اليمنى-الليرة اللبنانى والسورى) إلا أن هذه الدول لم تستطع أن تحقق أهدافها الإقتصادية بنجاح.
أنت تتحدث عن عملة تخفضها الدول وترخصها أمام باقى العملات بمزاجها هى.
يجب أن يكون للدولة قطاع تصدير قوى لتكون صادراتها رخيصة وبالتالى أكثر طلباً.
بحسب إحصائيات العجز فى الميزان التجارى للسلع 2020 والذى يقصد بأن الواردات أكثر من الصادرات تحتل مصر المركز الأول فى المنطقة العربية.
لكن نستطيع أن نبعد مجلس التحالف الخليجى قليلاً بسبب شهرتهم بتصدير البترول لهذا هى لها المقدورة على أن ترخص عملتها لكن ليس بشكل 100%؛ لأن أغلب المنتجات فى السعودية مستوردة ثم تصدرها إلى مصر.
لهذا لا يمكن للدول العربية أن تخاطر باقتصادها لكى ترخص عملتها لكن ربما هذا الرخص قد يعود بفائدة بالمستقبل القريب ان شاء الله.
أظن الآن الأمر وضح لك وعرفت سبب شهرة الأجهزة الإلكترونية ؟ وهو بسبب رخص سعر الوون الكورى.
