من مشروع أنقذ مصر من المجاعة إلى مشروع أدخل المنتجات المصرية التجارة الدولية ومنافستها لمنتجات الدول الكبرى حينها، المشروع الذى كان يكرهه التجار وربما أضر الفلاحين.
ما قصة مشروع الزراعة الإحتكارية الذى طبقه محمد على باشا؟ ولماذا كان يكرهه التجار ويضر الفلاحين؟
كل هذه الإجابات سنتناولها فى هذه المقالة، فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم-هيابنا.
1-الزراعة الإحتكارية:
بعد أن تولى محمد على باشا حكم مصر عام 1805م أراد أن يقوم بإصلاحات إقتصادية لتوفير المستلزمات اللازمة لبناء الجيش القوى الذى كان يضمح به.
نظم محمد على باشا الإقتصاد المصرى فى الزراعة والصناعة والتجارة على قاعدة الإحتكار: وهو قيام الحكومة بالإشراف على الإقتصاد من خلال تحديد نوع الغلات ونوع المصنوعات وتحديد أثمان شرائها وأثمان بيعها.
طبق محمد على باشا قاعدة الإحتكار كى يضمن الدخول فى سوق التجارة الدولية منافساً لغيره من الدول.
قام محمد على بسلسلة من الإجراءات أدت إلى تغير أوضاع الملكية والحياة الزراعية، قام بإلغاء نظام الإلتزام حيث صادر أراضى الملتزمين وسجلها باسم الدولة.
وفر محمد على باشا أكبر قدر من الدخل من الإنتاج الزراعى عن طريق:
1-إحلال أساليب زراعية جديدة
2-استقدم المدربين الماهرين من كل مكان
3-الاهتمام بالتعليم الزراعى واستقدام الخبراء الزراعيين من الخارج وإنشاء مدرسة للزراعة
4-تحسين طرق الرى وشق الترع وحفر القنوات وإنشاء القناطر مثل: القناطر الخيرية
5-إدخال أنواع جديدة من النباتات الزراعية مثل: التوت لتربية دود القز ونبات النيلة الهندية وتحسين زراعة القطن
كان الإحتكار يطبق فى الزراعة عن طريق:
1-تزويد الفلاحين باحتياجات الزراعة
2-إلزام الفلاحين بزراعة ما تقرره الحكومة من الحاصلات الزراعية
بناء الدولة الحديثة/الأوضاع الإقتصادية
سيسأل أحد كيف استطاع هذا المشروع أن يدخل المنتجات المصرية السوق الدولية ومنافستها للمنتجات الأجنبية؟
الزراعة التجارية والعلمية:
تعرف بنظام الزراعة الواسعة وهى تهدف إلى الإنتاج التجارى الضخم، تتميز بأنها تزرع فى مزارع واسعة واستخدام أحدث الآلات الزراعية والطرق العلمية الحديثة، محمد على باشا استخدم نفس الأساليب ليضمن زيادة الإنتاج الغذائى والتجارى، لكن الفرق الوحيد أن محمد على باشا كان هو الزارع والتاجر الوحيد فى الدولة.
لماذا إذاً هذا المشروع كان يكرهه التجار ويضطر الفلاحين؟
2-التجارة فى عهد محمد على باشا:
تقدمت التجارة الخارجية فى عهد محمد على باشا بسبب الزيادة فى إنتاج المحاصيل الزراعية ونجاح سياسة الاحتكار التى طبقها فى المجالين الداخلى والخارجى، كما نجح فى تصريف فائض الحاصلات الزراعية فى البلاد التى قام بفتحها وأنشأ ديواناً مستقلاً للتجارة وجعل مقره الإسكندرية ثم أنشأ ديوان التجارة المصرية والأمور الإفرنجية.
خضعت التجارة أيضاً لسياسة الإحتكار على النحو الآتى:
1-احتكر محمد على باشا تسويق جميع الحاصلات الزراعية من خلال إجبار الفلاحين على بيعها للحكومة بالأسعار التى تحددها الدولة وكذلك أسعار شرائها
2-اهتم محمد على باشا بالبيع للتجار الأجانب فى الداخل والخارج واحتكر تجارة الواردات وكان لا يشجع الاستيراد كثيراً
نتيجة للسياسات السابقة نشطت التجارة نشاطاً واسعاً خلال حكم محمد على باشا، حيث أصبحت الحكومة هى المتحكم الرئيسى بها وحرمت على الفلاحين الاتصال بالتجار الأجانب.
وبذلك أصبحت التجارة مورداً ثابتاً من الموارد الأساسية التى يعتمد عليها دخل حكومة محمد على باشا
مظاهر بناء اللدولة الحديثة (ابحث عن التجارة)
3-أثر سقوط الإحتكار فى الإنتاج الزراعى:
1-أصبح المزارعون أحراراً فى زراعة ما يشاءون وبالأسلوب الذى يريدونه وأدى ذلك إلى تأخر وجمود فى أساليب الزراعة
2-ألغى سعيد باشا الضريبة الدخولية التى كانت تُحصل على الحاصلات والمتاجر المتبادلة بين أسواق القرى عند دخول السوق
3-ازدهرت زراعة القطن بسبب طلب إنجلترا له وارتفع ثمنه
4-حدثت محاولات فى عهد الخديو إسماعيل لتطوير أساليب الزراعة مرة أخرى من حيث إدخال نباتات جديدة
5-توسيع ملكية الأراضى الزراعية من ملكية انتفاع فقط إلى الحق فى توريث الأرض أو هبتها أو وقفها
6-بدأت الحكومة المصرية تواجه مشكلة سداد الديون فى مواعيدها
أثر سقوط الاحتكار على الأوضاع الإقتصادية فى مصر
فى نهاية هذه المقالة أحب أن أسألكم عن رأيكم فى هذا المشروع وهل المفترض ارجاعه مجدداً لحل مشكلة الغذاء فى مصر أم من الأفضل عدم ارجاعه؟
أتمنى فى نهاية المقالة أن تكونوا قد استفدتوا بالكامل، أتمنى أن تكونوا بخير فى مقالة جديدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
