لقد كان العرب قبل الإسلام مشهوريين بالتجارة، وعندما جاء الإسلام قام بوضع مبادئ للتجارة لكى تكون تجارة مباركة ومالها حلال، اليوم سنتحدث عن التجارة فى الإسلام.
فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.
1-الصدق والأمانة:
لقد حثنا الإسلام على الصدق والأمانة فى الحياة عامتاً وفى التجارة خاصتاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يعمل تاجراً وكان يُعرف بالصادق الأمين لاتصافه بالصدق فى التجارة، وقصص تقول أن سبب دخول غير العرب للإسلام قديماً هو اتسام التجار العرب المسلمين بالصدق والأمانة فى معاملتهم مع الناس.
قد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما)، قال الله تعالى (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) المائدة 119.
2-عدم الإحتكار:
حرم الإسلام قطعاً الإحتكار فى التجارة، لما يسببه من اجبار الناس على شراء منتجات التجار بأسعار غالية، وقد نرى مثل هذه الأنواع من الأعمال هو أن يخزن بضائعه لفترة ثم يأتى وقت تغلى فيها أسعار هذه البضائع وتنتهى فى السوق فيضطر الناس إلى شراء هذه البضائع منه بالسعر الذى يريده.
قال الله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) الحج 25، روى عن أبى هريرة -رضى الله عنه-أن رسول الله عليه وسلم قال (من احتكر حكرة يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطئ) أخرجه الهيثمى فى مجمع الزوائد.
3-عدم الغش أو النصب:
حرم الإسلام الغش بكل أنواعه، وحرم الغش فى الكيل والميزان، لما يسببه عدم ثقة بين المجتمع والمسلمين، وأن مال الغشاش أو النصاب حرام لا تراجع فيه، ونرى مثل هذا أن يقوموا بالتلاعب فى الميزان ليوهم الزبون أنه اشترى كمية كبيرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا)، قال الله تعالى (ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهوم أو وزنزهم يُخسرون) المطففين 3:1.
4-إقامة الصلاة فى وقتها:
من المشكلات الشائعة التى تحدث حالياً هو أن يلتهى التاجر بعمله وينسى أن يقيم الصلاة ظناً منه أنه هكذا يضيع وقت، ثم يأتى فى أخر اليوم وتتراكم عليه الصلوات ويندم، ومن الأفضل له إذا آذن صلاة عليه أن يغلق محله ويذهب ليقيم الصلاة ليبارك الله له فى تجارته.
قال الله تعالى (إن الصلاة كانت على المسلمين كتاباً موقوتاً) النساء 103، عن أبى هريرة-رضى الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من تهاون فى الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة منه ستة فى الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة عند القبر وثلاثة عند خروجه من القبر).
5-الرضا بالنصيب:
من المشكلات الكبيرة جداً أن لا يرضى العبد برزق ربه، ويطمع فى المزيد، وكان هناك فرق من أن تطمع فى المزيد وأن تجتهد من أجل المزيد، فأن تطمع فى المزيد هو أنك غير راض عن نصيبك وتريد المزيد، بينما تجتهد من أجل المزيد هو أنك راض عن نصيبك لكنك تريد أن تجتهد لتصل إلى مكانة أفضل فقط مثل أن يتم ترقيتك أو الحصول على مرتب زائد.
عن حديث قدسى يقول (يا ابن آدم خلقتك للدنيا للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن أنت رضيت بما قسمته لك، أرحتُ قلبك وبدنك، وكنت عندى محموداً، وإن لم ترض بما قسمته لك، فوعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش فى البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندى مذموماً) منقول من الشيخ الشعراوى، قال الله تعالى (ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون) التوبة 59.
فى نهاية هذه المقالة أتمنى أن تكونوا قد استدفتوا استفادة كاملة، أتمنى أن تكونوا بخير فى مقالة جديدة بإذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
