الحرب المالية الثانية-الحرب الباردة المدمرة لاقتصادات الدول الكبرى


حرب اقتصادية كبيرة، تهدف إلى تدمير دول عظمة لكن ليس باستخدام الأسلحة، تعانى منها الشعوب وخصوصاً فى الوقت الحالى، سنتحدث اليوم عن أكبر حرب اقصادية ستشهدها البشرية فى العقود القادمة.

فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.

1-حرب العملات:

فكرة أن تجعل الدولة عملتها رخيصة أمر مربح لها حيث سيتيح لباقى الدول شراء منتجاتها أكثر بسبب رخص عملتها، الأمر شبيه بأن يكون هناك اثنان سوبر ماركت بجانب بعض، الأول يبيع بسعر الجملة والثانى يبيع بسعر أغلى، 100% الناس ستميل إلى السوبر ماركت الذى يبيع بسعر الجملة بسبب رخص الأسعار لديه، وهذا ما سيدفع لصاحب السوبر ماركت الأخر أن يرخص أسعاره أقل من صاحب السوبر ماركت الأول، فتُسبب تنافس قوى بين هذاين السوبر ماركت.

مثله مثل ما يحدث بين الدول حالياً.

يمكن لدولة أن ترخص عملتها بطريقتين:

1-نظام سعر الصرف الثابت:

تربط الدولة عملتها بعملة دولية أخرى عند قيمة محددة ويمكن أن تربطها بمجموعة من العملات الأخرى.

مثال:

الريال السعودى مربوط بالدولار الأمريكى حيث 1 دولار أمريكى=3.75 ريال سعودى.

الدينار الكويتى مربوط بعملات أكثر كصنفه أغلى عملة فى العالم.

لكى تستطيع الدولة أن تعلن للعالم أن عملتها رخيصة واستطاعت أن تثبت قيمة عملتها بعملة دولية أخرى، يجب على البنك المركزى للدولة أن يكون لديه الحيازات لبيع العملة الدولية، مثلاً: أعطيتك 1 جنيه مصرى تعطينى 1 دولار أمريكى وهكذا.

لكن إذا أخفقت الدولة فى هذه الحيازات فستفشل نظام صرف السعر الثابت.

2-نظام الصرف العائم:

قوى العرض والطلب على العملة هى التى تحدد سعرها وهذا هو المقصود بنظام الصرف العائم أى أن العملة تعوم مع نفسها، وهذا نظام أكثر شيوعاً بين الدول الصناعية.

2-الحرب المالية الأولى:

سيسأل البعض، اذا كانت اليوم حرب مالية ثانية، متى كانت الأولى.

بدأت الحرب المالية رسمياً مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، حينها بدأ الدولار الأمريكى فى الظهور والتصاعد.

فى 1914م فى الأيام الأولى للحرب العالمية الأولى، أعلن الرئيس الأمريكى ويلسون أن أمريكا محايدة عن الحرب تماماً، لكن حياد عسكرى فقط لكنها كانت تدعم دول الوفاق الثلاثى (انجلترا-فرنسا-روسيا) بالدعم المالى.

فى 1915م اتفقت انجلترا وفرنسا مع جون مورغان رئيس بنك جى.بى مورغان أن يكون الوكيل الخاص بهما فى أمريكا لتوفير الإحتياجات المالية.

وصلت الصادرات الأمريكية للدول الأوروبية إلى 1.5 مليار دولار فى 1913م حتى 4 مليار دولار فى 1917م.

بدأت تتدهور قيمة الجنيه الإسترلينى والفرانك الفرنسى، فاتفقت دول الوفاق الثلاثى على إرسال شحنات من الذهب إلى أمريكا كضمان لقيمة العملتين.


فى فترة الثمانينات اليابان كانت تشكل الخطر الإقتصادى لأمريكا.

فى 21 أكتوبر 1981م صحيفة New York Times نشرت مقالة بعنوان (بيرل هاربر اقتصادية)، حيث كانت الصحيفة تُشبه الصعود الإقتصادى اليابانى بالهجوم اليابانى على ميناء بيرل هاربر بأمريكا فى 7 ديسمبر 1941م.

فى 1982م 1 دولار أمريكى=250 ين يابانى.

فى سبتمبر 1985م أجبر الأمريكيون اليابان على توقيع اتفاقية بلازا لتلزمهم برفع قيمة الين أمام الدولار، وصلت قيمة الين اليابانى بعد الإتفاقية بسنة إلى 1 دولار أمريكى=150 ين يابانى.

كانت هذه أول حرب عملات بين بلدين فى التاريخ منذ 50 سنة.

3-الحرب المالية الثانية:

حرب تجارية بين أمريكا والصين:

بدأت بعد إعلان الرئيس المريكى دولاند ترامب فى 2018م عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار على السلع الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974م التى تسود تاريخ الممارسات التجارية غير العادلة وسرقات الملكية الفكرية.

كرد انتقامى من الحكومة الصينية فقد فرضت رسوم جمركية على أكثر من 128 منتج أمريكى أشهرها فول الصويا.

الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة

حرب العملات العالمى:

بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ورفع أسعار الفائدة على مستوى العالم، ازدادت الحرب المالية لتصبح عالمية، خصوصاً بعد رفع الفائدة.

خرجت وزيرة الخزانة الأمريكية تقول: مفهوم ارتفاع الدولار فى ظل ارتفاع الفائدة الأمريكية،  وأن المكاسب هذه شكلت مصدر قلق لدول أخرى، وأننا ملتزمون بسعر الصرف التى تحدده الأسواق، وأكد الإحتياطى الفيدرالى أن رفع سعر الفائدة لمقاومة التضخم وليس لدعم الدولار.

يستطيع الإقتصاديون معرفة تأثير رفع سعر الفائدة بالتضخم بمصطلح يدعى معدل المرور أو التمرير، بحسب دراسات هذا المعدل فى الأوقات العادية بالنسبة للدولار كان بسيط، لكن فى أوقات التضخم يكون تأثيره أكثر وضوحاً.

بسبب هذا المعدل بدأت البنوك المركزية تتخذ إجراءات لمواجهة الدولار، مثل رئيس البنك المركزى السويسرى: قال أنه يريد ان يرى عملته أقوى عملة، وهذا ما سبب فى شن الحرب المالية الثانية.


فى نهاية هذه المقالة أتمنى أن يفينا الله من هذا الابتلاء وأن يحفظ مصر وشعبها من خطر الإفلاسوالدول العربية الأخرى، أتمنى أن تكونوا قد استفدتوا من المقالة، أتمنى أن تكونوا بخير فى مقالة جديدة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




تعليقات