تجارة الصور والرسوم وتطورها عبر العصور-تطور منظومة الربح من الرسم والصور


 الصور والرسوم هى الفن المعبر لمشاعر الإنسان، ويعتبر هو الفن الوحيد الذى لم تتغير مبادئه مهما تقدم العصر، اليوم سنتحدث عن فن الصور والرسوم عبر العصور المختلفة، وكيف أصبحت تجارة مربحة فى العصر الحديث، فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.

1-الرسم والنقوش فى العصور القديمة:

الحضارة الفرعونية:
إن الفن لدى المصريين القدماء كان متعلقاً بالمعتقدات الدينية والمظاهر السياسية، وقد برعوا فى النحت وبناء المسلات الشاهقة والرسم والنقش على الجدران، أما عن النحت فقد برع المصريون القدماء فى بناء التماثيل الآلهة اعتقاداً منهم أنها ضرورية للدلالة على وجودها، وآيضاً تحل روحها محل التمثال، كما برعوا فى نحت تماثيل الملوك للعبادة والتقديس ورسمها فى عدة وضعيات (الوقوف-الجلوس-القرفصاء) ووضعوها بجانب المعابد، أما عن الرسم والنقش فقد تزينت المقابر بالرسوم لإعتقادهم أنها ستصبح واقعية فى العالم الآخر للميت، وآيضاً كانت بمثابة السجل التاريخى الموثوق للأحداث التاريخية والأساطير، أما عن الرسوم الهزلية فقد كان المصريون القدماء هم رواد الرسم الهزلى (الكاريكاتيرى)، حيث حرص الفنانون على تسجيل سخريتهم من الأوضاع السياسية والإجتماعية وقتها، وقد ظهرت هذه الرسوم الهزلية لأول مرة فى عهد الملك رمسيس الثالث.


حضارة بلاد الرافدين
:

تنوعت فنون العمارة لدى العراقيين القدماء بين بناء المدن والمعابد والقصور، مثل بناء نبوخذ نصر حدائق بابل التى تعتبر الآن واحدة من عجائب الدنيا السبع وبرج بابل الشهير، وبناء القصور كقصر آشور بانيبال، أما عن النحت فقد اتسم بالدقة والمهارة العالية مثل الثيران المجنحة التى هى عبارة عن ثيران برأس انسان وأجنحة كذلك صور الحيوانات المصممة ببلاط القيشانى الملونة، أما عن الرسم والنقش فقد اهتم بها العراقيين القدماء على جدران المعابد وتشييد المسلات ونقش وقائع الانتصارات ورحلات الصيد عليها، كما كان هناك النقش على الأختام والألواح الحجرية حيث عكست بوابة عشتار الإبداع والاحتراف فى الرسم والنقش.

كان هناك تبادل فنى بين مصر وبلاد الرافدين حيث سنجد شكل الأهرامات فى معابد العراق القديمة، ونجد رسوم الحيوانات المجنحة عند المنشآت المصرية وأختام الملوك مثل ختم الملك الفرعونى حور محب الأسرة التاسعة.

حضارات بلاد العراق القديم

الحضارة الفينيقية:
لقد برع الفينيقيون فى فنون العمارة وزخرفتها وكمثال على ذلك هى الحصون والأسوار والقلاع القديمة التى أدهشت العالم فى تصميمها، لقد برعوا فى تشييد المدن والقصور والمعابد التى زينت بالمنحوتات والنقوش البديعة، وبرعوا آيضاً فى زخرفت الأدوات والآثاث المصنوع من الخشب والعاج والمعادن، أما عن النقش والزخرفة فقد برع الفينيقيون فى النقش والزخرفة على الحجارة والخشب والمعادن والأختام الأسطوانية، كما أبدع الفينيقيون فى نحت التماثيل بأشكالها الحيوانية والآدمية.

2-الرسم فى الحضارة الأوروبية (عصر النهضة):

من سمات فن عصر النهضة؛ استخدام الألوان الزاهية والظل، والتقاط تأثيرات الضوء، وتطوير استخدام الدهانات الزيتية، لم يرتكز فن عصر النهضة على الإنسانية فقط، بل كان آيضاً مزيجاً بين الوثنية والدينية، وكان يميل إلى خلق استجابة عاطفية من قبل المشاهد للفن، اهتم فنانوا عصر النهضة بجعل الفن أقرب إلى طبيعة الأشياء وإلى حقيقة التجربة الإنسانية، ومن أشهر فنانى عصر النهضة:
1-ليوناردو دافنشى
2-مايكل أنجلوا
3-رافائيل ساندى

3-الرسم فى العصر الحديث:

فى العصر الحديث، قد نرى أناس يرون الرسم مجرد فن أو هواية لتشغيل الوقت، وهناك من يعتبرها أعمال مربحة جداً للأموال، فكيف؟
1-بسبب الانترنت، يمكن لشخص أن يرسم رسمة أو لوحة، ثم يصورها وينشرها إما فى مواقع التواصل الإجتماعى (الإنسجرام-التويتر-الفيس بوك-البينتريست)، أو ينشرها فى موقع خاص به ويبيعها، وهذا ما يسمى بالNFT.
2-فى أوروبا والدول المتقدمة يهتمون باللوحات الفنية بشكل كبير، حيث الشخص إذا رسم لوحة أعجبت الكثيرين فيعرضها للبيع فى أحد المتاحف، من ثم تعرض للمزاد لمن يريد أن يشتريها، وفى كلتا الحالتين يصبح الرسام مشهوراً.
3-الآن الدول المتقدمة تهتم بجمال المدن وفن العمارة المحترف والنقوشات على الجدران، ليكون شكلها مميزاً للسياح وجذب العملة الصعبة للبلد.
4-يمكن للشخص العاطل، أن يأخذ قوت يومه بأن يرسم للناس، ويدفعون له مقابل مادى من أجل اللوحة.
5-شركات الكرتون أو الأنمى المشهورة، تربح بانتاج عروض أنيميشن جديدة.

فى نهاية هذه المقالة أرجوا أن تكونوا قد استفدتوا، أتمنى أن تكونوا بخير فى مقالة جديدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات