لو كنت تظن أن دول التحالف الخليجى هى الدول العربية الوحيدة التى عاشت فترة غنى ورخاء فأنت مخطئ، فقد عاشتها مصر فى إحدى فترات تاريخها، وهى الفترة التى كان مستوى المعيشة للمواطن المصرى مساوىٍ لمستوى المعيشة للمواطن الأوروبى الآن، وكان التعليم فيها متقدم عن اليابان وقتها، تعرف على أحوال مصر الاقتصادية والتعليمية فى عهد خلفاء محمد على والذى ألقبها (عصر الخليج فى مصر)، فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.
1-محمد على:
وصل محمد على لحكم مصر فى بداية القرن التاسع عشر الميلادى، واستقر فى حكم مصر.
أراد محمد على تحويل مصر إلى بلد صناعية مثل أوروبا ليحميها من الاستعمار الأوروبى.
قرر محمد على التخلص من المماليك المسيطرة على الأراضى الزراعية، وتطورت الزراعة فى مصر وزادت الثروة المالية.
بدأ محمد على باستغلال هذه الثروة وقام ببناء المصانع، حتى أن الرحالة الفرنسيين والبريطانيين كتبوا عن مصانع مصر فى بولاق مثل (الجلود-الزجاج-الورق).
كانت مصر تصنع الآلات الصناعية على النموذج الأوروبى بدلاً من استيرادها مثل باقى العالم.
عندما توسع محمد على فى بلاد الشام، قام ببناء مصانع أخرى ومناجم.
كانت خطة محمد على الاقتصادية ليست له هو فقط، بل كانت لأحفاده، فصارت نهضة صناعية مصرية مثل صناعة النسيج (أشهر صناعة وقتها فى العالم).
وضع مصر والمواطن المصرى فى عهد محمد على كانت أفضل من ألمانيا 4 أضعاف (بالتناسب مع عدد السكان)، ومن روسيا 7 أضعاف، وصنعت الصناعات الحديثة أكثر من 50-70 ألف فرصة عمل رغم أن عدد سكان مصر وقتها كان 3 مليون نسمة.
2-الخديوى اسماعيل:
ازدهرت التجارة الخارجية فى عهد الخديوى إسماعيل وذلك بسبب وسائل العمران ونمو الحاصلات الزراعية واتساع المواصلات البرية والبحرية.
وكانت صادرات مصر فى عهد الخديوى إسماعيل (القطن-السكر-الأرز-القمح-الفول-الذرة-الشعير-العدس-الحمص-البقول-التمر-الحناء-الحلبة-الزعفران-الصدف-السلامكى-بعض المنسوجات-الحبال-الصوف-الكتان-النطرون-الأفيون-الشمع).
وكان ميزان التجارة مكسباً لمصر بسبب أن الصادرات كانت أكثر من الواردات.
كان الفضل للخديوى إسماعيل فى تطوير صناعة السكر بواسطة المصانع الكبرى فى الوجه القبلى، كما أنشأ مصنع للورق فى بولاق، وأنشأ العديد من مصانع الغزل والنسيج، لكن المشكلة أنه قد أهمل الكثير من الصناعات الكبرى التى كانت فى عهد محمد على باشا، ولم يقم بإنشاء المعامل.
كانت الحالة المالية للبلاد فى أوائل حكمه مزدهرة؛ بسبب الحرب الأهلية الأمريكية، زادت صادرات مصر للقطن وبالتالى ازداد سعره، لكن السبب الرئيسى لتدهور الحالة الاقتصادية فى أواخر حكمه هى الاقتراض الكثير من أوروبا، هذا غير أنه انتهت الحرب الأهلية الأمريكية، فقلت صادرات مصر للقطن، وبالتالى قل سعره.
3-الخديوى عباس حلمى الثانى:
يعتبر عباس حلمى الثانى آخر حكام مصر الملقبين بالخديوى، وهو ابن الخديوى توفيق وحكم مصر وهو فى سن 18 عاماً.
ظن الإنجليز بأنهم أمام حاكم ضعيف، حيث ظنوا أنهم يمكنهم التحكم به، فرحبوا به، لكنه فاجئهم-الخديوى عباس- بإصلاحاته فى مصر:
1-أنشاً العديد من المؤسسات التى طورت من اقتصاد البلاد مثل (البنك الأهلى المصرى-الجمعية الزراعية-البنك العقارى المصرى).
2-تقدم التعليم فى عهده، فأرسل بعثات علمية، وافتتح مشروع الجامعة الأهلية
3-قام بتطوير شبكات الترام والسكك الحديدية
4-الاهتمام بالصحف والحياة السياسية المصرية
5-ألغى الضرائب الباهظة على المصريين، وزادت فى عهده الرقعة الزراعية من 900 ألف فدان إلى مليون فدان
6-إنشائه لكلية الزراعة والنقابات الزراعية، وقام ايضاً بإنشاء بعض القناطر والسدود مثل (قناطر أسيوط-خزان أسوان)
6-إنشائه لكلية الزراعة والنقابات الزراعية، وقام ايضاً بإنشاء بعض القناطر والسدود مثل (قناطر أسيوط-خزان أسوان)
7-زادت ميزانية الدولة فى عهده من 10 مليون جنيه إلى 16 مليون جنيه
8-زادت الصادرات المصرية من 13.5 مليون جنيه إلى 29 مليون جنيه
4-الملك فاروق (أخر ملوك مصر):
آخر حكام مصر الملقبين بالملك، وهو ابن الخديوى عباس حلمى الثانى.
مسك الحكم وهو فى سن صغير، لكنه كان طموح بالتقدم والرقى لمصر.
كان الاقتصاد المصر فى عهد الملك فاروق فى حالة جيدة، حيث فى عهده:
1-ارتفاع قيمة الجنيه المصرى عن الجنيه الذهب
2-كانت لدى مصر واحدة من أهم وأشهر بورصات القطن فى العالم بورصة مينا البصل
3-كانت بورصتى القاهرة والإسكندرية تحتلان المرتبة الرابعة عالمياً من حيث مجموع المعاملات وقمية التداول
4-أقرضت مصر بريطانيا فى الحرب العالمية الأولى، بقيمة 29 مليار دولار أمريكى حالى
5-طلبت الولايات المتحدة من الملك فاروق تقديم معونة مالية إلى اليونان وإيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية
6-أمر الملك فاروق بإغلاق منجم السكرى للذهب، ظناً منه أنها ثروة أحفاده، وقال أن مصر لها ثروات كافية
5-النهاية:
انتهى حكم الأسرة العلوية لمصر بعد قيام ثورة 1952م، حيث استطاع الظباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر
بإطاحة الملك فاروق عن الحكم، وتحويل نظام الحكم من ملكى إلى جمهورى، ونظام المال من رأس مالى إلى اشتراكى، ونُفى الملك فاروق إلى سويسرا وعاش بقية حياته هناك حتى توفى، وتبقى عائلة محمد على هناك حتى يومنا هذا.
فى نهاية هذه المقالة أتمنى أن تكونوا قد استدفتوا، أتمنى أن تكونوا بخير فى مقالة جديدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.