أسباب وآثار تسريح العمالة في شركات التكنولوجيا


تسريح العمالة هو عملية تطبيقية مهمة لشركات التكنولوجيا التي تساعدها في إدارة مواردها والحفاظ على النمو. يتضمن التسريح العمالة معالجة العمال والتعامل مع التغيرات في السوق والبناء على استراتيجيات للنمو. يساعد هذا البرنامَج شركات التكنولوجيا على استدعاء والبقاء مع مواهب مهنية متعددة والبناء على نمو اقتصادي.

فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.

1-مقدار تسريح العمالة:

أعلنت شركات التكنولوجيا عن عمليات تسريح للعمالة تصل إلى 97171 وظيفة خلال 2022م بارتفاع يصل إلى 649% مقارنة بالعام الماضي، وربما قد زاد هذا العدد في 2023م، وأن خلال يناير السابق قد وصلت عمليات التسريح للشركة الأم لغوغل ومايكروسوفت ولأمازون إلى 30 ألف وظيفة.

سندخل الآن إلى شركة شركة ونرى عدد العمالة التي سُرحت:

ألفابت: وصل عدد العمالة إلى 12 ألف وظيفة، أي ما يزيد على 6% من قوتها العاملة حول العالم.

أمازون: بدأت في تسريح 18 ألف موظف.

بلوك تشين: بدأت في الاستغناء عن 28% من عمالها، أي ما يعادل 110 موظف.

كابيتال وان: تضرر أكثر من 1100 عامل، هذا حَسَبَ طبعاً شخص مطلع على الأمر.

كوين بيس: وصل عدد الموظفين المسرحين لديها إلى 60 وظيفة، وستستمر في التسريح إلى أن تصل إلى 1200 موظف.

كونسنسيس: قامت الشركة بالتخلص من 96 وظيفة، أي ما يعادل 11% من إجمالي العمالة لديها.

كريبتو: أعلنت الشركة في 13 يناير السابق أنها ستقوم بتسريح 30% من عمالتها حول العالم، لكنها لم توضح عدد الموظفين الذين تمت تسريحهم.

جينيسيس: فصلت الشركة في أحدث جولة لها 60 موظف، ويتبقى لها 145 موظفاً حالياً.

هوبى: صرحت بأنها ستقوم بتسريح عدد الموظفين إلى 1100 موظف.

مايكروسوفت: قررت الشركة أنها ستخفض عدد الوظائف إلى 10 آلاف وظيفة في العام الجاري هذا.

سيلز فورس: من المقرر أن تخفض الشركة إلى 10% من عمالتها.

والعديد من شركات التكنولوجيا التي قامت بتسريح عمال منهم (تويتر-يونيتى سوفت وير-فيميو).

 2-سبب هذا التسريح:

الآن ستصاب بالحيرة وتسأل: لماذا هذا الكم من التسريح؟ ولماذا شركات التكنولوجيا خاصةً؟
كل هذا بسبب جائحة كوفيد-19، كان العالم مغلق بسبب قيوده الصارمة، فزاد انفاق الناس على التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد، لكن للأسف تم رفع قيود الإغلاق هذه فعادت الأسواق كما كانت وقلت استخدام التكنولوجيا في المعاملات التجارية.
 هذا غير انخفاض سعر الأسهم لهذه الشركات، فالمساهمين ضغطوا على شركات التكنولوجيا كي يعودوا للربحية مجدداً، هذا غير ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة وهذه تؤثر على كل الشركات منها شركات التكنولوجيا.
فأدى هذا إلى ضغط كبير على شركات التكنولوجيا التي تعتمد أرباحها ودخلها بشكلٍ أكبر على الإعلانات.

3-الآثار الإيجابية:

لك أن تتخيل عزيزي القارئ بأن على الرغْم أن هناك أناس يتم طردها من محل رزقها وقد تتشرد في الشوارع ولا تجد مالاً لكى تنفقها على أساسياتها، إلا أن هذه الحركة لها آثر إيجابي على الاقتصاد، وهذا بالضبط ما تريده البنوك المركزية.
عند زيادة البطالة فإن العائلات لن تنفق كثيراً من الأموال على المنتجات والسلع وبالتالي سيقل طلب هذه المنتجات ومعها تنجح البنوك المركزية لخفض التضخم ويكون لها القدرة على محاربة الركود الاقتصادي.  

4-تدخل الذكاء الصناعي:

السؤال هنا؟ هل قد يكون الذكاء الصناعي هو السبب، أي إن شركات التكنولوجيا تستغنى عن عمالتها وتستخدم الذكاء الصناعي كي توفر تكاليفها؟
بعد الحرب العالمية الثانية، العديد من المصانع في الولايات المتحدة قامت بالاستغناء عن العمالة البشرية واستخدمت الآلات الحديثة، وقتها حدث العديد من التسريحات للموظفين للعمال، لكن حدث بعدها كساد كبير للاقتصاد الأمريكي تدعى ب كساد الأتمتة، بعدها خرج الرئيس الأمريكي جون كيندى وحذر من استبدال البشر بالآلات.
فريق التقنيين في وادي السليكون عبروا عن رأيهم وقالوا أن الذكاء الصناعي لن يسبب فقط حالات من البطالة وأيضا ستسبب حالات من عدم قَبُول العقول البشرية لأنها بعيدة عن مؤهلات الذكاء الصناعي. على الجانب الآخر فريق علماء الاقتصاد يقولون بأن هذا القلق ليس له أي داعى؛ لأنها ليست المرة الأولى لهذه الفكرة (فكرة استبدال الآلات بالبشر)، ودليلهم على ذلك أن عند ظهور الحاسب الآلى مع أنّه قام بإزالة 3.5 مليون وظيفة لكنه تسبب في ظهور 19 مليون وظيفة جديدة.

5-الخاتمة: 

في نهاية هذه المقالة أتمنى أن تكونوا قد استفتوا، أتمنى أن تكونوا بخير في مقالة جديد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات