تعد استغلال شهية ودهون الناس من قِبَل بعض الشركات ظاهرة مثيرة للجدل في عالم الأعمال. فقد أصبحت هذه الشركات تستخدم بشكل متزايد استراتيجيات تسويقية مبتكرة لجذب انتباه المستهلكين وزيادة مبيعاتها. يُعَدُّ استفادة هذه الشركات من شهية ودهون الناس أمرًا يستحق التحقيق، حيث تسعى لإثارة رغبات المستهلكين وإغرائهم بمنتجات غذائية عالية السعرات الحرارية وغير صحية. لنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.
1-الدهون:
كنوع من أنواع المقدمة سنبدأ بتعريف الدهون أو كما تعرف ب(الليبيدات). الدهون هى جزيئات عضوية كبيرة الحجم تتكون من وحدات بناء أصغر منها وهى الكربون والأكسجين والهيدروجين، وتصنف تحت الكيتونات بالنسبة للمجموعة الفعالة. الدهون مواد غير قطبية أي لا تذوب في الماء بل تذوب في المواد العضوية مثلها مثل البنزين. تعتبر الدهون مصادر الطاقة البديلة لجسم الإنسان عندما ينفد منه الجليكوجين المخزن في العضلات والكبد، ولكل إنسان عدد معين من السعرات الحرارية التي يحرقها للحصول على الطاقة، فإذا أكل أكثر من هذا العدد فسوف يحرق الجسم الذي يحتاجه ويخزن الباقي في جسم الإنسان في صورة أحماض دهنية لوقت الحاجة.
الدهون هي عائق بالنسبة للإنسان العادي، فهي تسبب له زيادة في وزنه مما يؤثر عليه في حياته العملية وفي صحته، لكن الدهون بالنسبة للحيتان فهي ذهب متنقل يحاولون جذبه لهم بشتى الطرق. سنستعرض في مقالتنا اليوم هذه الحيتان وأساليب تسويقها، وأرباحها كي تكون دليل على كلامنا.
2-ماكدونالدز:
تعتمد الشركة على التصميمات الداخلية للمطعم، وتضع صور للوجبات عند المدخل أو في الداخل، لتعمل على فتح نفس المستهلك وتجذبه لشراء منتجاتهم. تتعمد الشركة ألا تضع أسعار منتجاتها كي لا تكون الحاجز بينها وبين المستهلك؛ لأن الإنسان حتى لو لم يكن بخيل فطبيعته تجعله يتألم كلما يدفع مبالغ باهظة.
تعتمد أيضًا على اضطراب نفسي لدى المستهلك يدعى بالتنافر المعرفي، وهو أن عقل البشر يعلم أن ما يشتريه غير مفيد وبدون فائدة، لكنه على الرغْم من ذلك ينجذب لها لمذاقها الرائع. لا تنس حملات ماكدونالدز التسويقية التي تقوم بها للتعريف بمنتجاتها أمام الناس لتغريهم أكثر.
أما بالنسبة للأرباح فأخر مصدر حديث يقول بأن أرباح ماكدونالدز نمت بنسبة 63% لتصل إلى 1.8 مليار دولار في الربع الأول من عام 2023م، وارتفعت إيرادات الشركة بنسبة 5% لتصل إلى 5.9 مليار دولار، وتجاوزت التوقعات.
ما يحيرك هو أن هذه البيانات الإيجابية تدل على أن الناس مازالت تتوافد على مطاعم ماكدونالدز على الرغْم من ارتفاع التضخم وأسعار منتجات الطعام، مما يدل على صحة الأساليب النفسية التى تستخدمها الشركة لحلب المستهلك.
3-كوكاكولا:
إن من أكبر عقبات شركة كوكاكولا أو حتى أي شركة مشروبات غازية هى خوف الناس من شرب هذه المنتجات بسبب تسببها للسمنة والعديد من الأمراض، لهذا على هذه الشركات أن تتبع استراتيجية لمص هذه المخاوف.
الاستراتيجية التى اتبعتها كوكاكولا لجذب المستهلكين هى أنها قللت حجم عُبْوَة المشروب بنسبة 30%، لتوعي المستهلكين بقدرتهم على التلذذ بهذه المشروبات بسعرات حرارية أقل، وساعدت هذه الاستراتيجية على زيادة إيرادات الشركة.
بالنسبة للأرباح فأخر مصدر حديث يقول بأن أرباح شركة كوكاكولا تجاوزت 12% لتفوق التوقعات خلال الربع الأول من عام 2023م، وبلغت الأرباح 3.11 مليار دولار أو 0.72 دولار للسهم. وصلت إيرادات الشركة إلى 10.98 مليار دولار خلال نفس الربع الأول، أي ما يعادل 4.7%.
ولا ننسى أيضًا أن هذه البيانات إيجابية بالرغم من ارتفاع التضخم.
4-ليز (شيبسى):
بالنسبة لليز فهي لا تتبع أسلوب أو حتى استراتيجية واحدة، بل تتبع عدة استراتيجيات لجذب نفس المستهلك.
1-تنوع الأطعمة:
كلنا نعلم أن أي شركة مقرمشات بطاطس لا تقدم طعم واحد، بل تقدم عدة أطعمة وذلك لتسد جميع الرغبات والأذواق، هذا غير أن كل فرع في كل دولة يقدم طعم خاص به. بالنسبة لهذا الأمر فإن ليز تتبع أسلوب (سارع قبل نفاد الكَمّيَّة) حيث تصدر طعم جديد لفترة محدودة، لتوهم عقل المستهلك بأن عليه أن ينزل الآن لشراء وتجربة الطعم الجديد.
2-الاتفاق مع المشاهير:
على الرغم من أنها ليس استراتيجية ليز فقط، لكن نستطيع أن نقول أنها إحدى أهم استراتيجيات ليز التي لا يمكن أن تستغنى عنها، حيث تتفق مع مشاهير لوضع صورهم مع العلامة التجارية بصفتهم سفراء العلامة التجارية؛ لتقوم بعمل رابط بين الماركة والشخصية المشهورة.
3-الاقتصادية:
على الرغم من أن صناعة مقرمشات البطاطس لليز تكلفهم عمال وآلات وزيت وطاقة، إلا أنها لا تقوم بغلاء لمنتجاتهم؛ كي تكون مقبولة واقتصادية لجميع فئات الناس باختلاف وضعهم الاقتصادي.
بالنسبة للأرباح فللأسف لم أجد مصدر.
5-الخاتمة:
من هنا نكون قد انتهينا من مقالتنا اليوم، أتمنى أن تكونوا استفدتوا أخر استفادة، أتمنى أن تكونوا بخير في مقالة جديدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
