شركات التريليون دولار: تعريف، تاريخ وتحديات الوصول إلى هذه القيمة.


شركات التريليون دولار هي العمالقة الاقتصادية التي تتمتع بقيمة سوقية تفوق تريليون دولار. إنها الشركات التي استطاعت أن تحقق نجاحًا هائلاً وتصبح روادًا في صناعاتها المختلفة. ولكن كيف وصلت هذه الشركات إلى هذه القيمة الضخمة؟ وما هي التحديات التي واجهتها على طول الطريق؟ فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولا تنسى أن تصلي على حضرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.

١-آبل:

آبل هي شركة غنية عن التعريف لنعرفها، لكننا سنتحدث عن تاريخها وتحدياتها وكيف وصلت للتريليون.
تم تأسيس الشركة على يد ستيف جوبز وزميله، وتمكنا من أن يصمما أول جهاز حاسوب وسموه مع مجموعة من المهندسين بإسم أبل ليزا، لكن انفصل جوبز عنهم بعد عدة مشاكل.
وصل الجهاز إلى السوق عام ١٩٨٤م، لكن فشل؛ بسبب محدودية البرامج الذي كان يقدمها وتكلفته العالية.
كان للإعلان التسويقي مساهمة في بيع جهاز ماكنتوش للعديد من اﻷفراد.
استقال جوبز بسبب عدة مشاكل بينه وبين الرئيس التنفيذي جون سكالي، واجه سكالي تحديات مع رجال اﻷعمال وخصوصًا بيل غيتس.
بعد صراع عنيف بين آبل ومايكروسوفت، تشوهت سمعة آبل وتراجعت الشركة، فتم تعيين جيل أميليو ليصبح الرئيس التنفيذي للشركة وقام بالتحالف مع ستيف جوبز.
عاد ستيف جوبز  كرئيس تنفيذي للشركة من جديد، وأعاد هيكلة العملية الإنتاجية من جديد، وهذه المرة تعاون مع مايكروسوفت ليعمل برنامج مايكروسوفت اوفيس في أجهزة آبل ماكنتوش.
نجحت الشركة في صنع جهاز حاسوب جديد بيع (الفعل مبني للمجهول هنا) منه ٨٠٠ ألف نسخة وحقق للشركة أرباح مأهولة على وقتها، وفي عام ٢٠٠١م صدر أول نظام تشغيل من صنع آبل وهو ماكنتوش.
استطاعت الشركة الوصول للتريليون دولار وذلك بسبب ٥ نقاط سنذكرها الأن:
١-بلغت إيرادات الشركة ٧٦ مليار دولار في عام ٢٠٠٨م.
٢-زيادة إيرادات ساعتها الذكية  Apple watch.
٣-زيادة أربا ح قطاع الخدمات للشركة.
٤-العائدات من خدمات البرمجيات وآي كلاود.
٥-ارتفاع سهم الشركة في عام ٢٠١٨م بنسبة ٠.٢٩%.
ولا ننسى منتجات الشركة التي ساعدتها في الوصول للنجاح مثل (الآيفون-شرائح انتل-الآيباد).

2-إنفيديا:

شركة الرجل التايواني الذي لم يستطع أحد منافسته، وشفط السوق من المنافسين في لمح البصر، ووصلت شركته للتريليون دولار في يوم وليلة، قصته تثبت لك أنه لا شيئ مستحيل أمام الله إذا فقط سألته واجتهدت، تابعوا المقالة لمعرفة قصة البطل القومي التايواني جنسن هوانج.
شركة وصلت لحافة الإفلاس أكثر من مرة لكن تصعد مجددًا، شركة إنفيديا هي شركة تكنولوجيا متخصصة في صنع رقاقات المعالجات الخاصة بالأجهزة الحديثة، جنسن مع مجموعة من زملائه كان لديهم طموح الشباب المعروف وهو إنشاء شركة خاصة بهم، كانوا يريدون تحسين أداء أجهزة الحاسوب للألعاب ذات النظام الثلاثي الأبعاد تأسست الشركة في شَقَّة متواضعة في ولاية كاليفورنيا عام 1993م برأس مال متواضع يبلغ 40 ألف دولار، في وقت كان هناك العديد من الشركات في نفس المجال مما كان يدل على صعوبة التحدي لهم، لكن استطاعوا التغلب عليه والبروز من وسطهم.
من أكبر التحديات التي تواجه أي شركة ناجحة هي تعرضها لحالات إفلاس وعمليات دمج مع شركات أخرى كبرى، إنفيديا استطاعت أن تمر من هذه المصائب واستمرت على مسيرتها.
التحرك السريع والابتكار وفتح أسواق جديدة هي إستراتيجية هوانج للتغلب على التنافس.
الذي ميز الشركة هي نجاحها في سوق مركز البيانات وهي خوادم عبارة عن أجهزة كمبيوترات تقوم بحفظ ونقل البيانات سحابيًا وكل هذا يحتاج لمعالجات قوية، هنا برزت إنفيديا في هذا المجال، حتى ازدهرت إيرادات الشركة في هذا المجال من 300 مليون دولار في عام 2015م حتى عام 2022م ل 15 مليار دولار.
كان لجنسن هوانج نَظْرَة إيجابية للذكاء الاصطناعي، فضخ العديد من أمواله وربما أغلب ثروة الشركة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطويره، حتى أصبح العديد من شركات الذكاء الاصطناعي تعتمد على معالجات شركة إنفيديا، وكان هذا سبب وصول الشركة إلى التريليون دولار بمساعدة شركة tsmc التايوانية.
تطور سوق الألعاب والتحول الرقمي بعد وباء كورونا وتعدين العملات الرقمية، كل هذه المجالات كانت تحتاج لمعالجات قوية أيضًا، فهذا ساعد إنفيديا على تطوير نفسها أمام منافسيها.

٣-أرامكو:

أرامكو هي شركة الزيوت العربية السعودية، وهي أكبر شركة نفط في العالم من حيث الإنتاج والاحتياطات. تأسست أرامكو عام ١٩٣٣م بعد اتفاق بين المملكة السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، وبدأت بإنتاج النفط عام ١٩٣٨م من بئر الدمام رقم ٧، التي سُمِّيَت ببئر الخير. 

في عام ١٩٤٩م، وصل إنتاج أرامكو إلى نصف مليون برميل يومياً، وفي عام ١٩٥٠م، بنت أول خط أنابيب عبر البلاد العربية لنقل النفط إلى الموانئ. في عام ١٩٧٣م، اشترت المملكة حصة 25% من أسهم أرامكو، وزادتها إلى 60% في عام ١٩٧٤م، ثم استحوذت على باقي الحصة في عام ١٩٨٠م، وأصبحت أرامكو ملكاً للدولة.

أصبحت أرامكو شركة عالمية تستثمر في مجالات مختلفة من صناعة النفط والغاز. فقد اشترت حصصاً في شركات تكرير في كوريا والفلبين واليونان، وشاركت في مشاريع استكشاف وإنتاج في الولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها. 

في عام ٢٠٢٢م، حققت أرامكو رقماً قياسياً بوصول قيمتها السوقية إلى ٢.٥٢ تريليون دولار، بعد ارتفاع سعر سهمها. كما زادت أرباحها الفصلية والتشغيلية بفضل زيادة الطلب على النفط في ظل تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا.

٤-أمازون:

أمازون هي شركة عالمية رائدة في مجال التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا، وهي تقدم خدمات متنوعة مثل البث السحابي والذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية. وراء هذه الشركة العملاقة قصة نجاح ملهمة لمؤسسها جيف بيزوس، الذي بدأ رحلته من كراج منزله في عام ١٩٩٤م، وأصبح الآن رابع أغنى رجل في العالم لعام ٢٠٢٣م.

بيزوس كان يعمل في شركة استثمارية في نيويورك، عندما قرر أن يستغل فرصة الانترنت الجديدة ويبدأ مشروعه الخاص. اختار اسم كادابرا لشركته، وأطلقها كمتجر لبيع الكتب عبر الانترنت. أول شحنة أرسلها بيزوس كانت كتاب يسمى (المفاهيم السائلة والقياسات الإبداعية) في عام ١٩٩٥م. لم يكن بيزوس متفائلاً كثيرًا بنجاح شركته.

ولكن شركة بيزوس نجحت بشكل مذهل، فقد غير اسمها إلى أمازون، وامتد نشاطها إلى مجالات أخرى غير الكتب، مثل الموسيقى والأفلام والألعاب والملابس وغيرها. كما أطلقت خدمات جديدة مثل أمازون برايم وأمازون إيكو وأمازون كيندل. أصبحت أمازون أكبر متجر تجزئة إلكتروني في العالم، حيث تبلغ مبيعاتها ألف دولار كل ثانية، ويعمل فيها أكثر من ٣٣٧٠٠ موظف.

في عام ٢٠١٨م، حققت أمازون إنجازًا تاريخيًا، حيث أصبحت ثاني شركة في التاريخ تصل إلى قيمة سوقية تفوق التريليون دولار، بعد آبل صانع الأيفون. وذلك بفضل ارتفاع سعر سهمها إلى ٢٠٥٠ دولار. ومن المتوقع أن تواصل أمازون نموها وتطورها في المستقبل، بفضل رؤية بيزوس الطموحة وابتكاراته الثورية.

المصدر: أمازون....القصة كاملة من الصفر إلى التريليون دولار

٥-جوجل (ألفابيت):

جوجل هي شركة تكنولوجية أمريكية ذات قيمة مالية هائلة، تأسست في عام ١٩٩٥م على يد لاري بايج وسيرجي برين، طالبا الدراسات العليا في جامعة ستانفورد. اشتهرت جوجل بإطلاق محرك البحث الأول في العالم، الذي يستخدمه الملايين من المستخدمين يومياً للبحث عن المعلومات والخدمات والمنتجات عبر شبكة الإنترنت. كما تمتلك جوجل موقعي يوتيوب وبلوجر، وهما من أشهر المنصات الإلكترونية للفيديوهات والمدونات.
 كانت فكرة جوجل هي إنشاء محرك بحث قادر على تصنيف الصفحات الإلكترونية حسب أهميتها وشعبيتها، بدلاً من عدد مرات ظهور كلمة البحث فيها. لذلك، ابتكر بايج وبرين خوارزمية تسمى باك رب، وهي اختصار لـ PageRank، والتي تستخدم روابط الصفحات كمؤشر لجودتها. بدأ بايج وبرين في كتابة البرنامج الخاص بمحرك البحث الجديد في بداية عام ١٩٩٦م، وأطلقوا عليه اسم جوجل في عام ١٩٩٧م، وهو مشتق من كلمة Googol، وهي تعني رقم 1 يليه 100 صفر. اختاروا هذا الاسم لإظهار قدرة محرك البحث على التعامل مع كم هائل من المعلومات.
حصلت جوجل على دعم مالي من بعض المستثمرين. افتتحت جوجل أول مكتب لها في كاليفورنيا في سبتمبر ١٩٩٨م، وأطلقت نسخة تجريبية من محرك البحث على شبكة الإنترنت. استطاع محرك البحث أن يعالج حوالي 10000 عملية بحث يومياً في ذلك الوقت. أطلقت النسخة الرسمية من محرك البحث في عام ١٩٩٩م، وبدأت جوجل في تقديم خدمات ومنتجات أخرى.
عام ٢٠١٥م، أعلنت جوجل عن إعادة هيكلة شركتها، حيث تم إنشاء شركة جديدة تسمى ألفابيت، والتي تعمل كالشركة الأم لجوجل وغيرها من الشركات التابعة لها، مثل كاليكو ونست وفيريلي وغيرها. هدف ألفابيت هو تنويع استثماراتها في مجالات مختلفة، مثل الصحة والطاقة والذكاء الاصطناعي. في عام ٢٠٢٠م، تمكنت ألفابيت من تحقيق قيمة سوقية تزيد عن تريليون دولار، وبذلك أصبحت جوجل ثاني شركة تكنولوجية تصل لهذا المستوى بعد أبل. ارتفع سهم ألفابيت بحوالي ١٧% في عام ٢٠٢٠م.
المصدر: بحث عن جوجل.

٦-الخاتمة:

شكرًا لكم على قراءة المقالة بالكامل، أتنمى أن تكونوا استفدتوا استفادة كاملة، أتمنى أن تكونوا بخير في مقالة جديدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات