مستقبل العملات-تاريخ العملات والنقود وسبب اختلاف قيمتها

من الأشياء المنطقية فى عصرنا هذا، أنه إذا أردت شراء كيس من مقرمشات البطاطس (شيبسى) ذو سعر 2 جنيهات مصرية، فيجب أن يكون لديك ثروة تصل قيمتها 2 جنيهات مصرية.

ومن الأشياء المنطقية أيضاً فى عصرنا هذا أنه لا يمكنك شراء كيس البطاطس ذو سعر 2 جنيهات مصرية ب 2 دولار أمريكى.

يا ترى ما سبب إختلاف قيم العملات فى العالم ؟، لماذا هناك عملات رخيصة وعملات غالية ؟، وكيف ظهرت العملات ؟

كل هذه الإجابات سنشرحها فى هذه المقالة، فلنسمى بالله (بسم الله الرحمن الرحيم) ونبدأ على بركة الله ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.

السؤال الأول: كيف كانت منظومة البيع والشراء قديماً ؟

قديماً لم تكن العملات معروفة من الأساس، بل كانت المنظومة مبنية على أساس تبادل المنفعة أو كما نسميه نحن (المقايضة).

كان الناس فئات فى الإنتاج كلاً منهم ينتجون ما يقدرون عليه، فكان إذا أراد الشخص شيئاً من منتج معين يستبدله بما أنتج هو ويأخذ ما يريد، وإذا أخذنا على سبيل المثال: كانت مصر تبادل قديماً الغذاء كالقمح مقابل الخشب من بلاد بونت (الصومال حالياً).


 السؤال الثانى: كيف بدأت النقود ؟

فى عام 2000 قبل الميلاد بدأ تدفق النقود فى السوق،لكن كان هناك مشاكل متعلقة بالقيمة والتبادل والتخزين، ثم قدم الليديين عملة نقود معدنية موحدة.
قدم الصينيون العملات الورقية كبديل فى عام 600 قبل الميلاد، وبسبب الإستعمار الأوروبى انتشرت الأوراق النقدية أكثر للعالم، حتى أصدرت العملة الورقية لأول مرة فى أمريكا الشمالية، وبسبب نفاد أموال أوروبا مع زيادة الزحف الاستعمارى، ظهرت سندات الدين لأول مرة كعملة.

السؤال الثالث: كيف تبدو العملات حديثاً ؟

مع توفر الإنترنت كان يجب التطور فى طريقة الدفع فظهرت المعاملات الإلكترونية. 
تختلف وسائل الدفع الإلكترونية إلى:
بطاقة الإئتمان: تعطى هذه البطاقة ائتماناً كاملاً لمدة معينة لصاحبها، تمكنك من شراء أى سلعة بأى سعر اذا كان فى الداخل أو الخارج.
بطاقات الخصم الفورى: لا تعطى ائتمان للصاحب ولكنها تقوم بخصم قيمة الصفقة من الحساب على الفور ومن هنا تم استحواء اسمها. 
بطاقات الصرف الآلى: ماكينة إلكترونية تسمح للعملاء للوصول لحساباتهم عن طريق بطاقات مشفرة مغناطيسياً. 
البطاقات الذكية: بطاقات بها شريحة مغناطيسية تحمل وتخزن الذاكرة المعلومات البنكية الخاصة بالمستخدم وتسمح للمستخدم من صرف قيمها بدون توقيع أو اثبات شخصيته. 
العملات الرقمية: عملات حكومية مشفرة تأخذ صور نبضات كهرومغناطيسية محفوظة على الهارد درايف فى جهاز الكمبيوتر يستطيع الدفع أو الإضافة أو النقل فقط بوضع الأرقام. 
                                           النقود والبنوك
بعد أن شرحنا تطور العملات من القديم إلى الحديث، دعونا نجاوب على سؤالنا.

السؤال الرابع: لماذا تختلف قيم العملات فى العالم ؟

سأوضح لك الأمر بنقود قديمة كانت تسمى النقود السلعية: نقود كانت تُستخدم كمقياس القيمة لباقى السلع، وتلعب دور الوسيط فى التبادل.
الإغريق قديماً كانوا يستخدمون الماشية كنقود والهنود الحمر يستخدمون التبغ والصينيون السكاكين والمصريون القمح، لكل دولة كان هناك سلعة تميزها تستخدمها كنقود تستبدل بها أى منتج هى تريده.
تحدثنا فى مقالة قديمة كوريا الجنوبية والأجهزة الإلكترونية أن هناك مصطلح يدعى حرب العملات، وأن كل دولة تنافس على أن تكون عملتها رخيصة، وتحدثنا أيضاً فى نفس المقالة أن هناك صريقتان لتجعل الدولة قيمة عملتها رخيصة وهما (نظام سعر الصرف الثابت والعائم).
فى نظام سعر الصرف الثابت يجب على الدولة أن تربط عملتها بعملة دولية أخرى على سبيل المثال (الدولار الأمريكى)، ثم يجب على الدولة أن يكون لديها قطاع تصدير كبير، ثم يكون للدولة حيازات تجعلها قادرة على أن تعطى المبلغ المطلوب لسعر العملة الخاصة بها.
فى أيام الإحتلال البريطانى لمصر كان قيمة الجنيه المصرى وقتها تساوى 20 ألف جنيه مصرى حالياً، والسبب فى ذلك هو القطن المصرى، منذ أن بدأ الإحتلال البريطانى على مصر كان الإنجليز يقومون بتوسيع زراعة القطن لتوفير المادة الخام اللازمة للمصانع البريطانية وهذا ما كان يعطى للجنيه المصرى قيمته وقتها.
لكن بسبب استهلاك الاستعمار للقطن قلت قيمة الجنيه المصرى فى الوقت الحديث.
نستنج من كل هذا أن سبب اختلاف قيم العملات بين الدول هو أن كل دولة تتميز بقطاع تصدير خاص بها أو منتج زائد الطلب عليه مما يرفع هذا قيمة العملة.
وهنا قد نكون وصلنا إلى نهاية المقالة أرجوا أن تكونوا قد استمتعتم، أراكم فى مقالة جديدة بخير بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.






 

تعليقات