الحرب الباردة الاقتصادية-سقوط الشركات بدون علم أحد



مصطلح الحرب الباردة هو مصطلح يطلق على دولتين، لم يلعنا الحرب على بعض ولم يتم الاشتباك بين القوتين، لكن هى دعم جبهات معينة تحارب جبهات أخرى مدعومة من الطرف الآخر، مثل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما لا تعرفه أن هناك حرب باردة اقتصادية بين دول أو شركات، حيث تسمع عن افلاس أو اختفاء منتجات لشركات معينة بشكل مفاجئ وبدون أى سبب، فاليوم سنتحدث عن بعض الأمثلة عن هذه الحروب الظاهرة أمامنا، فلنبدأ على بركة الله (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولا تنسى أن تصلى على حضرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-هيا بنا.

1-حرب التطبيقات الاجتماعية:

ليس كل الحروب عسكرية، فهناك حروباً فى العالم الافتراضى، تطبيقات الولايات المتحدة، ضد تطبيقات الصين وروسيا معاً.
براندن كار المتحدث الرسمى باسم لجنة الاتصالات الأمريكية، قام بطلب للمتاجر الافتراضية بحذف تطبيق التيك توك، حيث اتهم بأنه يعطى أسرار مستخدميه للحكومة الصينية، ورغم أن تطبيقات الولايات المتحدة اتهمت كثيراً تسريبها معلومات المستخدمين للحكومة الأمريكية.
سعت الصين أن تحجز مقعد فى عالم التكنولوجيا الجديد، فخرجت منها العديد من الشركات المنافسة لشركات التكنولوجيا الأمريكية وأهمها هواوى، فتحاول الولايات المتحدة التصدى لها وفرض عقوبات عليها، حيث حرمتها خدمات مهمة مثل خدمات جوجل، فدخل تطبيق التيك توك، تمكن هذا التطبيق من منافسة كلاً من جوجل وفيسبوك معاً.
حاولت جهات أمريكية حذف هذا التطبيق لكن فشلت خوفاً من اشتعال معركة إلكترونية بين الطرفين.
منذ بداية الحرب، عمدت الولايات المتحدة فرض عقوبات على روسيا، وهى وقف عمل تطبيقات من العمل على أراضى روسيا، فحاول الروس ابتكار تطبيقات أخرى لإرضاء الشعب الروسى، وأهمها هو التليجرام.
عدد 700 مليون شخص يستخدم تليجرام حالياً، فاستغلت الولايات المتحدة الحرب لتهجم على التطبيق وتتهمه بأنه ينقل أخبار الحرب بوجهة النظر الروسية، فأعلن مالكه بأنه محايد عن الحرب ومعارضته الحكومة الروسية فى عدة قضايا.

2-الحرب على السماد:

دخل العالم أزمة معيشية بعد توقف تصدير روسيا وأوكرانيا للمواد الغذائية، أزمة السماد تثير القلق فى العالم لأنها تمنع انتاج الغذاء، (لا يمكن لأوروبا الاستغناء عن استيراد الأسمدة من روسيا وبيلاروسيا) خبراء.
تستورد أوروبا نحو 40% من أسمدة البوتاسيوم من روسيا وبيلاروسيا، تتصدر روسيا تصدير 22% من سماد الأمونيا و14% من اليوريا و14% من فوسفات الأمونيوم، لن يكون الحل للبحث عن بديل للأسمدة.
لن تتمكن الولايات المتحدة من استبدال أسمدة روسيا من انتاجاتها لأنها لا تتمتع بنفس الجودة، ولا يقدر الاتحاد الأوروبى شراء الأسمدة المعدنية من مصادر أخرى لأن هذه القدرة محدودة للغاية.
يقول المدير العام لمنظمة الأغذية العالمية والزراعة: تأثيرات الحرب تهدد بارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة ومواسم الحصاد العالمية المقبلة.

3-حرب العملات:

تحدثنا فى مقالة قديمة الحرب المالية الثانية، كيف أن الدول تتنافس على أن تجعل عملتها رخيصة كى تزيد الصادرات لها، وكيف بدأت أصلاً ومتى، ولماذا رخص العملة مفيد للغاية للدولة، اقرأ المقالة وستعمل انها جزء من مضمون حديثنا.

4-هواوى والغرب:

عندما كانت هواوى أكبر مصنع للهواتف الذكية فى 2020م، اليوم ليست موجودة ضمن قائمة أفضل المصنعين.
عملية اغتيال أمريكية ضد هذه الشركة تستمر حتى الآن منذ 2020م، بدأ كل شئ عندما أرادت وانزو (المديرة المالية لهواوى) النزول فى المكسيك لكن قبلها نزلت فى كندا، فقاموا فى التحقيق معها لمدة 3 ساعات متواصلة عند المطار، وبعد هذا تم الأمر باعتقالها لاتهامها بانتهاك العقوبات الأمريكية فى إيران.
الرقائق الإلكترونية هى العمود الفقرى بالنسبة لهواوى وبدونها لن تستطيع صنع معداتها ولا الجيل الخامس سيعمل عندها، لهذا اشترت الصين فى 2019م 23.45 مليار دولار على الرقائق، قبل أن تقوم الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات عليها.
(سلسلة التوريد) الأمريكان بسببها استطاعوا أن يسيطروا على أجزاء من صناعة التكنولوجيات رغم اعتمادها الكبير على شراء الرقائق من تايوان.
إذا قمنا بضرب المثل بالفوتوشوب، أنا أقوم بتصميم وتعديل الصور أكثر بسبب كفاءته، ولكن إذا أمر الفوتوشوب بمنع استخدامى له، لن أستطيع التصميم، وإذا اعتمدت على برامج أخرى فلن تكون بنفس الكفاءة، هذا هو نفس الحال لهواوى مع الرقائق، يمكنهم تصميمها بأنفسهم، ولكن لن تكون بنفس كفاءة الرقائق الذين يستوردونها، وهناك 4 عمالق لصناعة الرقائق كلهم أمريكية.
تراجعت أرباح الشركة بسبب العقوبات بنسبة 67% فى الربع الأول لسنة 2022م، وتراجعت الإيرادات للمرة السادسة على التوالى.

5-الحرب التجارية بين الصين وأمريكا:

هناك حرب بين أقوى اقتصادين فى العالم هما (الصين والولايات المتحدة)، كلاً منهما يفرض على بعضهما رسوم جمركية بقيمة مليارات الدولارات.
اتهم الرئيس الأمريكى الأسبق دونالد ترامب الصين بممارسات تجارية غير عادلة وسرقة للملكيات الفكرية، وتظن الصين أن أمريكا تحاول هدم اقتصادها.
فرضت الولايات المتحدة نحو 250 مليار دولار رسوماً جمركية على البضائع الصينية، وقامت الصين آيضاً بفرض رسوم جمركية على البضائع الأمريكية بنحو 110 مليار دولار.
وقامت الولايات المتحدة برسوم تصل إلى 25% من قيمة السلع الصينية، وقامت الصين آيضاً بفرض من 5% إلى 25% رسوم على السلع الأمريكية.
وهدد كلا الطرفين بأن يتخذا المزيد من الإجراءات من خلال فرض تعريفات جديدة ورفع الضرائب.
ومن هنا انتهينا من مقالتنا اليوم، أتمنى أن تكونوا استفدتوا كامل الاستفادة، أتمنى أن تكونوا بخير فى مقالة جديدة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات