في الساعة 2:50 مساءً، نشرت الصحف الاخبارية قرار سياسي خطير ينذر بحدوث العديد من المشاكل. ناشدت المؤسسات الحكومية العليا في مصر رعاياها المتواجدين في أرض الصومال بالمغادرة في أقرب وقت ممكن عبر مطار هرجيسيا.
جاءت هذه الأخبار موازية مع تصاعد حدة الصراع بين مصر وأثيوبيا، أرسلت مصر العديد من المساعدات العسكرية في الصومال وخصوصًا في أرض صومالي لاند. ومنذ هذه اللحظة وكل دولة تحذر الاخرى من تصعيد القرارات لحرب إقليمية.
لكن الأمر سيكون له بعد اقتصادي كبير على العالم سيكون له مساوئ عديدة، على الرغم أن العالم ما صدق أنه خرج من أزمة التضخم الامريكية وخفض سعر الفائدة.
يا ترى ما هي الأبعاد السيئة على الاقتصاد العالمي اذا ما وصل الأمر إلى صراع إقليمي في منطقة القرن الأفريقي؟
ملحوظة: جميع المعلومات التي ستقرأونها في المقالة هي بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب صعوبةالحصول على مصادر أو الافتقار إلى المعلومات اللازمة فاذا وجدت خطأ ما يرجى تواصل مع عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتصحيح.
حركة التجارة العالمية:
يعتبر مضيق باب المندب أحد أهم الممرات الرئيسية للنفط في العالم، وزادت أهميته بعد فتح قناة السويس عام 1869م وبدء تشغيل الملاحة فيها.
يمر عبر مضيق باب المندب 3.3 مليون برميل نفط يوميًا و 21000 سفينة سنويًا ومعظم أنشطة التبادل التجاري بين قارتي آسيا وأوروبا، يمر أيضًا شحنات ببقيمة 700 مليار دولار سنويًا من حجم التجارة في طريقها إلى قناة السويس ومعظم موارد الخام الأوروبية القادمة من منطقة الشرق الأوسط الكبير تمر من خلال هذا المضيق.
تحدثنا في مقالة سابقة عن مدى أهمية قناة السويس في تنشيط التجارة العالمية وتحدثنا عن نسب مساهمتها في حركة السفن التجارية، ولهذا اذا حدث حرب في القرن الأفريقي قد يؤثر هذا على ايرادات شركة قناة السويس وقد تؤثر أيضًا على التجارة العالمية اذا حدث تصعيد، هذا غير أن انخفضت ايرادات قناة السويس بأكثر من 7.2 مليار دولار في العام المالي الحالي بسبب التوترات التي تحدث في البحر الأحمر.
يمكنك معرفه المزيد عن مدى أهمية قناة السويس ومدى مساهمتها في التجارة العالمية في المقالة التالية الفيروس الاقتصادي.
لهذا لو فرضنا أنه حدث حرب إقليمية في منطقة القرن الأفريقي، فإن أكثر المناطق المتضررة في هذه الحرب هي منطقة باب المندب وقناة السويس، وقد يسبب هذا في:
- تعطيل الامدادات ونقل النفط مما يؤدي هذا إلى ارتفاع الأسعار.
- ستقوم الدول بالبحث عن نفط بديل أو عن مصادر جديدة للطاقة، وقد يؤدي هذا إلى تأثر أسعار النفط على المدى القصير.
- من المعروف أن الاسواق المالية لها ردود أفعال سريعة لأي خبر سلبي، لهذا يمكن أن نشهد ارتفاعًا في الاسعار بمجرد أي خبر يدل على حدوث صراع في المنطقة.
سيناريو الاقتصاد العالمي:
لو فرضنا أن مصر وأثيوبيا دخلا معًا في نزاع اقليمي ما هي السيناريوهات المحتملة للاقتصاد العالمي؟
في الواقع هذا الامر يعتمد على مقدار مساهمة مصر وأثيوبيا في الاقتصاد العالمي، فيا ترى ماذا تقدم كل من مصر وأثيوبيا والاقتصاد العالمي والذي يمكن أن يتضرر اذا دخلا في حرب؟
بالنسبة لمصر:
- قناه السويس تعتبر من أهم ممرات الشحن في العالم، أي اضطراب في الملاحة أو إغلاق القناة سيؤدي إلى تأخير حركة التجارة العالمية مما قد يزيد من تكاليف الشحن ويؤثر على سلاسل الإمداد.
- مصر تعتبر من المُصدرين الرئيسيين لبعض المنتجات الزراعية مثل القمح والفاكهة، تدهور الاقتصاد قد يؤثر على الانتاج الزراعي مما يؤدي إلى نقص في الامدادات وارتفاع الأسعار العالمية.
- السياحة في مصر تجذب ملايين الزوار سنويًا، تراجع السياحة بسبب النزاع يمكن أن يؤثر على الاقتصادات الأخرى التي تعتمد على السياح المصريين مما يؤدي إلى تراجع في الايرادات.
- مصر تعتبر نقطة جذب للاستثمار الأجنبي في أفريقيا، أي عدم استقرار قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات مما يؤثر على النمو الاقتصادي في الدول الأخرى التي تعتمد على الاستثمارات المصرية.
- أي توتر سياسي أو اقتصادي في مصر يمكن أن يؤثر على الأسواق المالية الإقليمية والعالمية، مما يؤدي إلى تقلبات في أسعار الأسهم والعملات.
- مصر تلعب دورًا في قطاع الطاقة خاصة مع اكتشافات الغاز الطبيعي، أي تدهور في الوضع الاقتصادي قد يؤخر انتاج الغاز وتصديره مما يؤثر على أسواق الطاقة العالمية.
بالنسبة لأثيوبيا:
- تعتبر واحدة من أكبر منتجي القهوة في العالم بالإضافة إلى محاصيل زراعية أخرى، تضرر الانتاج الزراعي نتيجة النزاع يمكن أن يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع الأسعار العالمية للمنتجات الزراعية.
- كانت تجذب استثمارات كبيرة في القطاعات الصناعية والزراعية أي تدهور في الوضع الأمني قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات مما يؤثر على النمو الاقتصادي في المنطقة.
- النزاع حول الموارد المائية، مثل سد النهضة، يمكن أن يؤثر على امدادات المياه والطاقة في المنطقة، أي اضطراب في هذه الموارد قد يؤثر على الدول المجاورة ويزيد من التوترات.
- عدم الاستقرار في إثيوبيا يمكن أن يؤثر على الأسواق المالية في المنطقة مما يؤدي إلى التقلبات في الأسعار ويزيد من المخاطر الاستثمارية.
- تلعب دورًا مهمًا في التجارة الإقليمية وأي تدهور في اقتصادها قد يؤثر على سلاسل الإمداد والتجارة مع الدول المجاورة.
بشكل عام أي تدهور أو ضرر يؤثر على الاقتصادين المصري والأثيوبي قد يكون له تاثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي خاصة في مجالات الزراعة والتجارة والطاقة والاستثمار.
.jpg)