المقدمة:
تأثير الكوارث الاقتصادية على الاقتصاد العالمي هو موضوع يثير اهتمام الكثيرين في الوقت الحالي. فمع تزايد حدة الأحداث التي تؤثر على النظام الاقتصادي العالمي، يصبح من الضروري دراسة تأثير هذه الكوارث وفهم كيفية تأثيرها على مختلف جوانب الاقتصاد. في هذه المقالة، سنقوم بدراسة بعض من أبرز الأحداث التي أضرت بالنظام الاقتصادي العالمي وسنحلل تأثيرها على مختلف دول وقطاعات اقتصادية. سنستكشف كذلك كيف يمكن لهذه المشاكل أن تؤدي إلى تغيرات جذرية في التوجهات والسياسات الاقتصادية على المستوى العالمي.
1-الأزمة المالية العالمية:
تحدثنا عن هذا الموضوع في مقالة سابقة، وهي أبسط مثال عن أن إذا حدثت كارثة اقتصادية في دولةٍ، على سبيل المثال وليس الحصر الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تسبب ضرر اقتصادي عالمي لكل الدول.
يمكنك معرفة المزيد عن هذه الأزمة من خلال قراءة هذه المقالة.
2-التضخم الأمريكي:
منذ أن بدأ التضخم الأمريكي في الارتفاع في بدايات عام 2022م، والجميع حول العالم يعاني من ارتفاع الأسعار المفرط والمبالغ فيه، والدول تشتكي من تباطؤ النمو الاقتصادي. وذلك بسبب سياسة الفيدرالي الأمريكي التشددية في رفع أسعار الفائدة بشكل مذهول ولا يُصدق حتى وصل إلى 5.5%.
لكن هل سئلت نفسك لماذا ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة هناك يأثر علينا هنا؟ طبعًا لا ننكر عامل احتياطي الدولار والعولمة الاقتصادية. لكن هناك 3 عوامل رئيسية تعمل على تأثير التضخم الأمريكي على الاقتصاد العالمي، سنرتبهم من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية:
1-صدمات رد الفعل: هي العامل الرئيس وراء ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية في العام الماضي. تُظهر تقييمات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي أصبح أكثر تشددًا لمواجهة التضخم. تضر بشكل خاص بالأسواق المالية والنشاط الاقتصادي في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
2-صدمات الحقيقة: هي العامل الثانوي وراء ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية. تُظهر تحسن آفاق النشاط الاقتصادي الأمريكي. ترتبط عادة بتحركات أكثر إيجابية في الأسواق المالية والصادرات في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
3-صدمات التضخم: هي العامل الأقل أهمية وراء ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية. تُظهر ارتفاع التوقعات بشأن التضخم في الولايات المتحدة. لا تُظهر تأثيرات واضحة على اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.
3-انسداد قناة السويس:
من المظاهر الأخرى على الكوارث الاقتصادية هي انسداد قناة السويس. حيث كانت هذه الكارثة حدثت في مصر، ولم تأثر على اقتصاد مصر فقط بل أثرت أيضًا على اقتصاد العالم ككل. فكيف هذا وما التأثير؟
قناة السويس تعتبر واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، إن لم تكن الأهم. فهي تساهم بنسبة كبيرة في التجارة العالمية والملاحة البحرية. وإن كنت ترغب في معرفة المزيد عن تاريخ قناة السويس يمكنك قراءة هذه المقالة.
تسبب انسداد قناة السويس في توقف حركة التجارة بقيمة 10 مليارات دولار يوميًا، وارتفاع تكاليف النقل والأسعار، وتضييق الإمدادات وزيادة تأخيرات التسليم للمنتجين والمستهلكين.
تتمثل الأهمية الاقتصادية لقناة السويس في أنها توفر تكاليف الشحن المتمثلة في الوقود وتشغيل السفن. حيث النقل البحري يساهم في نقل حوالي 80% من حجم التجارة العالمية. تستوعب قناة السويس حوالي 62.6% من أسطول الناقلات و96.8% من أسطول شركة Carrier Fleet و100% من سفن الحاويات والسفن الأخرى.
4-فيروس كورونا:
مثال أخر عن الكوراث الاقتصادية وربما أقرب وأسهل مثال سيفهمه الناس. وباء كورونا مع أنّه تفشى في الصين، إلا أنه سرعان ما انتشر في العالم وسبب أضرار صحية واقتصادية.
وفقا للتقرير الصادر عن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، فإن حوالي 225 مليون وظيفة دائمة تم إلغائها. وتقلصت عدد ساعات العمل عالميًا إلى 8.8% وهي أكبر ما وصل إليه التراجع منذ الأزمة العالمية 2008.
فقد أكثر من 33 مليون شخص وظيفته، وتراجع معدل التوظيف على المستوى العالمي بنحو 114 مليون وظيفة. وتراجعت نسبة مشاركة القِوَى العاملة في العالم حوالي 2.2% مقارنة بعامي 2008 و2009 الذي وصل إلى 0.2%.
خسائر الاقتصاد العالمي وصلت إلى 3.7 مليون دولار، أي ما يقدر ب 4.4% من إجمالي الناتج العالمي.
شهدت مؤشرات البورصات العالمية مثل: FTSE وداو جونز الصناعي ونيكي، انخفاضات هائلة منذ بداية تفشي الفيروس.
تعتبر شركات الطيران هي الأكثر تضررًا بسبب الوباء. حيث تراجعت حركات الطائرات، وخفضت الشركات الرِّحْلات، وألغى المسافرون رِحْلات عملهم وعطلاتهم.
انخفضت الصناعات والاستثمارات والمبيعات في أول شهرين من تفشي المرض في الصين التي تعتبر الأكثر ضررًا من الوباء، حتى بعد تقلل ضرره في العالم ظلت الصين منغلقة بسبب سياسة رئيسها الصين شي جي بينغ التي تدعى صفر كوفيد، حتى ألغاها عام 2022م.
تراجع سعر كلًا من الذهب والنفط اللذان يعتبرا الملاذات الأمنة للاستثمار والمخاطرة والحفاظ على قيمة الأموال.
المصدر: فيروس كورونا أصاب الاقتصاد العالمي بأسوأ أزمة منذ ثلاثينيات القرن الماضي-فيروس كورونا: دليل تداعيات الوباء على الاقتصاد العالمي
5-حرب غزة:
تنبيه هام: المعلومات القادمة ستكون معلومات بحتة، ولن يتم ذكر أي معلومة سياسية تخص هذا الموضوع؛ ﻷن محتوى هذه المقالة محتوى اقتصادي بحت. ولن ننسى طبعًا معاناة إخوتنا في غزة ولن ننسى الدعاء لهم.
للأسف سنقول أن للاقتصاد الاسرائيلي تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. لهذا عندما بدأت الحرب منذ مطلع ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م، تضرر الاقتصاد العالمي كثيرًا وكان تأثيره أكبر على الاقتصاد الاسرائيلي. فيا ترى ما سبب هذه التأثيرات وما أثرها؟
إن الحرب في غزة سببت ارتفاع كبير في أسعار الطاقة لعشرين دولار لبرميل النفط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد للتضخم الأوروبي، ويرى الخبراء أن هذا الحدث قد يسبب كسادًا تضخميًا. كل هذا طبعًا ﻷن اسرائيل تعد واحدة من أكبر موردي النفط والغاز في العالم.
إن امتدت الحرب فقد يصل سعر البرميل ل ١٠٠ دلار، ولكن اذا امتدت الحرب حتى تدخل دول أخرى فقد يرتفع البرميل ليتراوح بين ١٢٠ ل ١٥٠ دولار للبرميل.
سيصل سعر الذهب ما بين ال ٢٠٠٠ ل ٢٠٧٥ دولار للأوقية الواحدة، وهذا بسبب فرار المستثمرين للملاذات الأمنة أوقات الأزمات مثل الدلار أو السندات الأمريكية.
ستنخفض أسهم الشركات ومؤشرات البورصة العالمية؛ بسبب أن ارتفاع التضخم سيؤدي لارتفاع أسعار الفائدة، وبالتالي سيكون من الصعب على الشركات أن تحصل على تمويل. منذ بداية عملية طوفان الأقصى:
- تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأميركي الأوسع نطاقًا 0.96% إلى 4247 نقطة.
- هبوط مؤشر داو جونز الصناعي الأميركي 0.36% إلى 33141 نقطة.
- نزول مؤشر ناسداك 1.4% إلى 13139 نقطة.
- تراجع مؤشر كاك الفرنسي 2.1% إلى 6893 نقطة.
- انخفض مؤشر داكس الألماني 1.74% إلى 14879 نقطة.
- خسارة مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي الأوسع نطاقا 2.2% إلى 435.09 نقطة.
إن أمريكا اتفقت مع الهند لتنشئ ممر اقتصادي بين الهند وأوروبا يمر عبر اسرائيل، لكن بسبب الحرب سيتأخر هذا المشروع وقد يسبب تأخر في سلاسل الامداد العالمي. وقد يزداد التأثير أكثر اذا تدخلت ايران وأغلقت مضيق هرمز ومعها الحوثيين واغلاقهم لمضيق باب المندب.
المعلومات القادمة ستكون بدون مصادر، بل هي من الأخبار المتداولة والتفكير المنطقي:
لا ننسى طبعًا أن شركات الطيران ستتأثر بسبب الحرب؛ لأن هناك العديد من شركات الطيران الاسرائيلية حول العالم. ولا يمكن نكران تأثير المقاطعة العربية والعالمية على أسهم وأرباح بعض الشركات الأمريكية، وظهور شركات محلية منافسة وناجحة. وأخيرًا يجب أن نعلم كم الخسارة التي سببتها اليمن لأمريكا بسبب تفجيرهم للسفن التي تمد اسرائيل بالمعاونات.
الخاتمة:
في نهاية هذه المقالة أتمنى أن تكونوا استفدتوا أخر استفادة، أتمنى أن تكونوا بخير في مقالة جديدة. ولا تنسى أن تزور قناتنا على اليوتيوب ستجد رابطها فوق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.